صديق طفولتي أكبر كذاب!

By

صديقي المفضلّ كذاب! قد تكون هذه الصفة السبب وراء أنه لم يعد صديقي المفضّل ولكن وصلنا الى الحالة التي نحن فيها اليوم بسبب الحكاية التالية. كنا أصدقاء ذا رابط قويّ جداَ يربطنا، وكان الشخص الذي أختبر معه أفضل الخبرات.

كنا في المدرسة سويّاً وتخرجنا في نفس اليوم وانطلق كل واحدٍ منا الى جامعته وتخصص إختصاصاً لا يشبه الأخر. أنا درست الصحافة وتخرجت بعد ثلاثة سنوات وهو درس الهندسة في جامعة مختلفة. بالرغم من ذلك، وبالرغم من إزدحام أيامنا في الجامعة والعمل كنا نلتقي بين الحين والأخر ونتمتع بنشاطات مختلفة أو فقط بالدرس او القراءة معاً. لم يكن هناك أي شيء مريب في علاقتنا حتى بدأ صديقي العمل في شركة جديدة مرموقة وكان كل من فيها من خريجي جامعات راقية جداً.

من ذلك النهار أحسست أن الأمور بدأت تتغيّر. لم يعد يعطيني نفس الاهتمام الذي كان يوليهي لي سابقاً. كل مرّة كنت أطلب منه ان نخرج للتحدث عن ما حصل في هذا الاسبوع وبأي مسار تتجه حياتنا، كان لديه أعاذير معظمها لا تشبهه. في أحد الأيام، بعدما تذرع بالتعب لعدم الذهاب معي للعشاء، وبعد فترة شهرين من الإنقطاع عن رؤية بعضنا، خرجت وحدي مع أخي. ولكن بدلاً من ان نستمتع بوقتنا، صدمت أكبر صدمة في حياتي!

كان صديقي الذي عشت طفولتي وكبرتي معه، مع 4 أشخاص في المكان نفسه يتشاركون الأكل. بعد التدقيق، حللت ان هؤلاء الأشخاص هم زملائه في العمل ومن الممكن أنهم إتفقوا ان يجتمعوا في هذا المكان للعشاء والتحدث عن أبرز ما يحصل في الشركة.

أرسلت اليه رسالة نصيّة. سألته: “هل تشعر بتحسّن؟” نظر الى هاتفه ولم يجب على الفور بل بعد 5 دقائق: “أنا أفضل ولكن أشعر بالتعب”

أنا: “هل تريد ان أتي لتسليتك؟”

هو: “كلا! سأشعر بالتحسّن بعد أخذ الدواء!”

شعرت بحزن شديد لكذبه علي بهذه الطريقة. وعلمت فوراً ان ما رأيته كان مجرد حلقة من سلسلة الأكاذيب التي كنت لا أشعر بها لثقتي العمياء فيه. كان الغضب في داخلي شديد جداً فسيطر علي ودفعني للوقف والمرور بجنبه. تأكدت من أنه رأني، ونظرت في عينيه نظرت الشخص الذي فهم كل شيء، الشخص الذي عرف كل أكاذيبه.

تعجبت كثيراً عندما نظر الي مصدوماً ولكنه لم يحاول ان يلحق بي او يشرح شيء في اللحظة نفسها. بل ادار وجهه عني وأكمل عشاءه كأنه لم يراني.

بعد مرور أيام، حاول الإتصال بي ولكنني لم أكن كستعدة للتحدث معه، بل شعرت بأنني لا أريد ان أراه او أبادله اي كلام او مشاعر بعد اليوم، وجزمت فوراً أنه لم يعد صديقي.

كان الألم الذي شعرت به أكبر من ألم التفكك مع حبيبّ! كانت أفكار تتردد في رأسي تخبرني مراراَ كم كنت غبيا للوثوق فيه او لعدم رؤية كذبه وخيانته.

بعد ان بردت أعصابي، جاء الى بيتي وحاول التحدّث اليّ. حاولت جاهداً ان ابدو وكانني غير مهزوزة. أخبرني بأنه كان يكذب علي لمدّة 3 أشهر. أراد ان يندمج مع الأخرين بشدّة لدرجة أنه نسي حياته الأساسية ومن هو.

كنت أعلم كم أنه أراد ان يكون ناجحاً ويحقق إرادات عالية ويصبح غنيّ ولكنني لم أرد ان أقبل ان يكون ذلك على حساب صداقتنا. وعدني بأنه لن يكذب بعد الآن وبأنه سيحاول ان يوازي بين حياته الخاصة وحياته العملية ، ولكنني لا أعلم ما ان كان بإستطاعتي الوثوق به بعد الآن!

ماذا يجب أن افعل؟ ساعدوني!

شاركونا رأيكم

هل أحببت المقال أو لديك تعليق؟

الأخبار الرائجة