بالتأكيد الأمهات والبنات على حد سواء يسعين لصداقات صحية بين بعضهما البعض، على الرغم من العقبات التي يمكن أن يواجهنها. ولكن ماذا عن سيناريو آخر، واحد فيها أمهات وبنات يفضلن أن يتواجدن في صداقة بدلا من علاقة أم مع ابنتها؟
هذا النقص في التسلسل الهرمي بين الأم وابنتها هو نمط نراه بشكل متزايد في يومنا هذا. أبعد من ذلك، هناك الأمهات اللواتي يعتبرن هذه الطريقة هي الوسيلة الناجحة – في الواقع، يظهر بحث أن ٧١٪ من النساء بين ال ٢١ وال ٥٤ سنة اعتبرن أمهاتهن من أفضل أصدقائهن. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مناسبا للأمهات والبنات اللواتي يشاركن هذا المفهوم، العلاقة التراتبية بين الأم وابنتها هي في الواقع الطريقة الأكثر حكمة والأكثر توازنا لمفهوم “الأمومة”.
في مجتمعنا اليوم، تحتاج بناتنا بأن يشعرن بالأمان الآن أكثر من أي وقت مضى، والأمهات ينظرن في دور الصداقة كخيار. ولهذه الغاية، تضيع الحدود وتختلط في العلاقة. إذا كنت مشغولة بكونك صديقة ابنتك، أنت بالتأكيد لا تحميها، سواء إن كانت عشرة، عشرين، أو ثلاثين سنة من العمر. يلزمك الشجاعة لكي تكوني صارمة حول هذا الموضوع، فتحتاجين أن تكوني أم قاسية وصارمة.
ميزة أخرى تتواجد عندما تكون هناك علاقة تراتبية بين الأمهات والبنات هي أن كل من الطرفين سيكون لديه العمر المناسب لكسب صداقات مع أقرانهما.
من المغري أن تملئي وحدتك مع شركة ابنتك، ولكن في أعماقك، أنت تعلمين أن هذا الشيء ليس من مصلحة أي من الطرفين. إذا كنت تتوقعين هذا السيناريو ويمكن أن تكوني صادقة مع نفسك، عليك تجنب ذلك.
الحقيقة هي أنه ينبغي على شخص ما أن يكون الشخص الكبير في العمر، ولأنك الأم، انك مجبرة على أن تكوني هذا الشخص! هذا يعني أنه يجب عليك أن تحترمي استقلال ابنتك، فبالمقابل ستحترم استقلالك. لديك حياتك الخاصة بك، مع كل الأصدقاء الذين تختاريهم، والعكس ينطبق على ابنتك!