تجتذب مدينة أنطاليا التركية سنويًا ملايين السياح الذين يسافرون إليها للإستمتاع بالسمش والبحر والجبال، خصوصًا أنها تضم مجموعة كبيرة من أجمل المنتجعات وأضخمها على مستوى العالم أجمع، التي تمتد على الشاطىء المتوسط.
خلال فصل الصيف، تُنظم الخطوط الجوية التركية رحلة أسبوعية مباشرة من معظم المدن العالمية إلى أنطاليا تترافق مع رحلات عدة يومية مرورًا باسطنبول، ويعود سبب الإقبال المتزايد إلى أنطاليا نتيجة للأمان والهدوء الذي تتمتع ، بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة والفريدة.
توصف أنطاليا بـ “الريفييرا التركية” مقارنة بالريفييرا الفرنسية، بسبب شهرتها الواسعة حاليًا، كما أنها تجذب السياح على مدار العام نتيجة تنوّعها السياحي الكبير، حيث أنّ عددًا كبيرًا من فنادقها يبقى مفتوحًا خلال السنة، لكن يعتبر فصل الصيف الوقت المثالي لزيارتها.
في السنوات الأخيرة، سجلت أنطاليا أكبر معدل للنمو السكاني في تركيا نتيجةً للهجرة إليها من مدن محلية أخرى. وحاليًا، هي تحتل المرتبة الثامنة في تركيا من حيث عدد السكان والدخل الوطني الذي يعتمد، فضلًا عن السياحة، على الإنتاج الزراعي والصناعي للمنطقة، كما أنها تجتذب 35% من إجمالي السياح الذين يزورون البلاد سنويًا.
أسس أنطاليا الملك بيرغامون أتالوس الثاني في العام 150 قبل الميلاد، ونال تاريخ المدينة اهتمامًا واسعًا من الرحالة التاريخيين الذين سافروا إليها واطلعوا على ثقافتها. وخلال العهد السلجوقي أصبحت أنطاليا في أوائل القرن الثالث عشر الميناء الرئيسي في المنطقة.
حافظت هذه المدينة المتميزة على تعددها الثقافي خصوصًا بسبب افتقارها إلى وسائل التواصل وصعوبة الوصول إليها عبر المناطق الداخلية ذات الطبيعة الجبلية. وخلال سبعينيات القرن الماضي، طرأ تطور جذري على أنطاليا نتيجة تدفق الإستثمارات السياحية التي وجدت في طبيعتها الجبلية الخلابة وشواطئها الجميلة وآثارها المتعددة نقطة جذب قوية للسياح الأجانب. وجمعت معالمها ومنشآتها السياحية بين التراث الغني للمنطقة وأحدث ما توصلت إليه صناعة السياحة.
ويمتلىء ساحل أنطاليا بأكمله بالمرافق المخصصة لتمضية العطلات، وهي تجمع بين الإسترخاء والتأمل والنشاطات المتنوعة، بالإضافة الى المنشآت الرياضية بالأخص ملاعب الغولف التي جعلت منها عاصمة للغولف في تركيا.
من جهةٍ أخرى، لم تهمل الإستثمارات الجانب العملي المتمثل في جعل المنشآت السياحية تخدم هدفًا إضافيًا وهو توفير المناخ الجاذب لرجال الأعمال لعقد مؤتمراتهم في أجواء من المتعة والإسترخاء لنحو 50 ألف مشارك في وقت واحد.
تمتلك أنطاليا شلالات أصبحت تعتبر من معالمها الشهيرة، ويمكن مشاهدتها في جولة بحرية تمر على مختلف المواقع المميزة في المدينة لمشاهدتها عبر القارب من البحر. ولا يقتصر الإهتمام السياحي على المرافق البحرية والرياضات المائية فقط، بل هناك مجالات لممارسة أنواع عدة من الرياضات مثل قيادة الدراجات الهوائية والسيارات ذات الدفع الرباعي فوق المتعرجات الجبلية.